والإسلام الحنيف بما أنه دين الفطرة فإنه راعى في
المرأة الخصائص الفطرية فالمرأة خلقت لتكون أنثى
والرجل خلق ليكون ذكرا وقد اقتضت حكمة الله سبحانه
وتعالى أن يطبع كل واحد من نوعي الجنس البشري
بطابعه الخاص فالذكر مطبوع بطابع الذكورة والأنثى
مطبوعة بطابع الأنوثة ولا يمكن أبدا أن يحاول
الإنسان الخلط بين هذين النوعين فيجعلهما في حكم
النوع الواحد إلا ويصطدم بالفطرة فتلكم هي فطرة
الله تعالى .
وقد اقتضت حكمته سبحانه وتعالى على أن يكون هذا
الكون كله قائما على هذا التزاوج فقد قال عز من قائل
: {سُبْحَانَ الَّذِيْ خَلَقَ الأَزْوَاجَ
كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتَ الأَرْضُ وَمِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُوْنْ} وقال عز
من قائل: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا
زَوْجَيْنِ} فالجنس البشري هو جزء من هذا الكون ولا
يخرج عن هذه الفطرة فوجود الذكر والأنثى فيه أمر
إقتضته الحكمة الإلهية ولا بد من أن تكون الأحكام
الشرعية وهي تلبية لداعي الفطرة منسجمة تمام
الانسجام مع هذا التكوين الإلهي لهذين النوعين من
الجنس البشري والذين حاولوا أن يخلطوا ما بين
النوعين وأن يجعلوهما في حكم النوع الواحد إصطدموا
بالفطرة ورغم أنهم تشبعوا بهذه الفكرة فإنهم عندما
اصطدموا بالفطرة تحدثوا من الواقع بكل صراحة .
من هؤلاء الكاتب الذي كان فرنسي النزعة ثم انتقل
بعد ذلك الى أمريكا وتجنس بجنسيتها وهو "الكسيس
كاريل" الذي يقول في كتابه "الإنسان ذلك
المجهول": "إن الفارق بين المرأة والرجل لا يقف
عند حد الأعضاء التناسلية والولادة والرحم فحسب بل
الفارق بينهما جد عميق فإن كل حجيرة في جسمها تحمل
طابع جنسها" ودعا بجانب ذلك أيضا الى أن تنمى
مواهب المرأة الفطرية بتعليمها في ضوء منه يتفق مع
خصائص فطرتها والخلط بين الذكور والإناث حتى في
المناهج التعليمية إعتبره أمرا مصادما للفطرة .
هذا رجل غربي يسجل هذه الحقيقة .
وعلم التشريح - ولا ريب أنكن أعرف به لأن كثيرا منكن
يدرسن الأحياء ويدرسن العلوم ويدرسن الطب - علم
التشريح دل على هذه الفوارق وما هذا الإكتشاف إلا
تفسير لما دل عليه القرآن الكريم عندما حدثنا حكاية
عن إمرأة مؤمنة عندما قالت: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ
كَالأُنْثَى} فهنالك فوارق تكوينية وفوارق نفسية
ما بين هذين النوعين. علم التشريح يقول بأن جسم
الرجل وجسم المرأة كل منهم يشتمل على 60 مليون مليون
خلية ولكن هذه الخلايا تختلف فيما بينها فخلايا
الذكور تختلف عن خلايا الأنوثة، خلايا الرجل
مطبوعة بطابع الذكورة وخلايا المرأة مطبوعة بطابع
الأنوثة بل يتجاوز هذا الفرق هذا الحد الى الفرق في
الجسيمات الدقيقة التي تسمى "الكروموسومات"
فإنها أيضا تختلف كروموسومات الرجل عن كروموسومات
المرأة وهذا الفارق في التكوين بطبيعة الحال يؤدي
الى الفارق في الأحوال النفسية وهنالك فارق كبير .