الإمام جابر بن زيد الأزدي رضي الله عنه

إنتقل إلى

 

هو أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي، بحر العلم وسراج الدين أصل المذهب وأسه الذي قامت عليه آطامه. صاحب إبن عباس رضي الله عنه وكان من أشهر من صحبه وقرأ عليه. وفي (الطبقات): "ذكر أبو طالب مكي في كتاب (قوت القلوب) أن إبن عباس قال: "إسئلوا جابر بن زيد فلو سأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه." وقال إياس بن معاوية: "رأيت البصرة وما فيها مفت غير جابر بن زيد." قال الربيع قال أبو عبيدة قال حيان بن عمارة: "سمعت عبدالله بن عباس رضي الله عنه يقول بالمسجد الحرام: جابر بن زيد أعلم الناس بالطلاق." قال الحصين لما مات جابر بن زيد بلغ موته أنس بن مالك فقال مات أعلم من على ظهر الأرض أو مات خير أهل الأرض أبو عبيدة. وكان أنس عند ذلك مريضا فمات هو وجابر بن زيد في جمعة واحدة وكان ذلك سنة ثلاث وتسعين من هجرة التاريخ. وقال غيره لما مات جابر بن زيد ودفن قال قتادة: أدنوني على قبره، وكان ضريرا، فأدنوه فقال: اليوم مات عالم العرب. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: جابر بن زيد أعلم الناس ، وعنه قال: عجبا لأهل العراق كيف يحتاجون إلينا وعندهم جابر بن زيد لو قصدوا نحوه لوسعهم علمه. وقال أبو عبدالله: جابر أعلم من الحسن البصري ولكن كان جابر لقو وكان الحسن للعامة يعني أنه يعظهم وأما الفتوى فكانت لجابر خاصة.

وفي (الخلاصة) جابر بن زيد الأزدي أبو الشعثاء الجوفي بفتح الجيم البصري الفقيه أحد الأئمة عن إبن عباس فأكثر ومعاوية وابن عمر وعنه قتادة وعمرو بن دينار وأيوب وخلق. قال ابن عباس : هو من العلماء. قال أحمد: مات سنة ثلاث وتسعين وقال إبن سعد سنة ثلاث ومائة وقوله الجوفي نسبة إلى ناحية بعمان فإن أصله من فرق وهي بلدة من أعمال نزوى بالقرب منها وكان من اليحمد من ولد عمرو بن اليحمد. رحل في طلب العلم وسكن البصرة فنسب إليها. وقوله عن إبن عباس الخ يعني أنه روى عن إبن عباس فمن بعده. وإذا تأملت روايات المسند رأيته يروي عن خلق كثير من الصحابة وناهيك أنه قال: أدركت سبعين رجلا من أهل بدر فحويت ما بين أظهرهم إلا البحر يعني إبن عباس . وقال أدركت جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألتهم هلم يمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على خفيه، فقالوا: لا. وقال في صلاة الخوف: حدثني جملة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال في باب العلم: أدركت أناسا من الصحابة أكثر فتياهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ودخل هو وأبو بلال على عائشة وسألها عن مسائل بالغ في البحث عنها لإظهار الدين. وإذا كان عدد من لقيهم من أهل بدر مع قلة من شهدها سبعين رجلا، فما ظنك بمن لقيه من غيرهم من الصحابة.