الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي

إنتقل إلى

 

هو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي نسبة إلى قبيلة عظيمة من نزار. قال البدر الشماخي: كان مولى فيهم. توفي في ولاية أبي جعفر المنصور بعد وفاة حاجب رضي الله عنهما. تعلم العلوم وعلمها ورتب روايات الحديث وأحكمها وهو الذي يشار إليه بالأصابع بين أقرانه. قال أبو عبدالله: كان أبو عبيدة أفقه من ضمام وأبي نوح وكان المقدم عليهما وعلى جعفر بن السماك ولكن جعفر كان أوضع للأدنى من أبي عبيدة وكان هو الحجة في الدين وكانوا كلهم أهل شرف وفضل.

من أخذ أبو عبيدة عنهم العلم

قيل أن أبا عبيدة أدرك من أدركه جابر بن زيد رحمهما الله فروايته عن جابر رواية تابعي عن تابعي وقد روى عن جابر بن عبدالله وأنس بن مالك وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وعائشة أم المؤمنين وروايته عنهم بعضها موجود في هذا المسند الصحيح. أخذ العلم عمن لقيه من الصحابة وعن جابر بن زيد وصحار العبدي وجعفر بن السماك. قال أبو سفيان: "أكثر ما حمل أبو عبيدة عن جعفر بن السماك وعن صحار وكان من أئمة المسلمين وقادتهم.
تلامذة الإمام
لقد تفجرت ينابيع الحكمة من قلب أبي عبيدة وطلعت من لسانه شموس العلم وحمل عنه خلق كثير لا يحصى عددهم منهم:

·    الإمام الربيع بن حبيب
·    حملة العلم إلى المغرب وهم الإمام الشهيد أبو الخطاب المعافري الإمام العادل عبدالرحمن بن رستم وعاصم السدراتي وإسماعيل بن درار الغدامسي وأبو داود القبلي النفزاوي. وكان الإمام أبو الخطاب قد جاء من اليمن فوافق الأربعة من أهل المغرب فخرج معهم إلى بلادهم فنصبوه إماما عليهم عن أمر شيخهم أبي عبيدة عن أمره أيضا نصب الإمام طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي في أرض اليمن وجمعت إمارته اليمن والحجاز. وأقام حملة العلم عنده خمس سنين فلما أرادوا الوداع سأله إسماعيل بن درار عن ثلاث مائة مسألة من مسائل الأحكام. قال له أبو عبيدة: "أتريد أن تكون قاضيا يا ابن درار؟" قال: "أرأيت إن ابتليت بذلك." وقال أبوعبيدةلأبي داود القبلي: "لا تفت بما سمعت مني وما لم تسمع" وقال لإمام عبدالرحمن: "أفت بما سمعت وما لم تسمع" وقال لأبي الخطاب: "أفت بما سمعت مني" هذه فراسته في تلامذته وكان أبو داود بعد ذلك بمنزلة جليلة. كان الإمام عبدالوهاب مع كثرة علمه إذا جلس بين يديه كالصبي أمام المعلم.

الكرامة التي وقعت للإمام أبي عبيدة
قال حملة العلم يوما لأبي عبيدة: "يا شيخنا نريد منك أن تعلمنا بعض الكرامة تطمئن بها قلوبنا على هذا المذهب." فتوضا الشيخ وصلى ركعتين واجتهد في الدعاء حتى انفتح سقف الغار الذي كان يعلمهم فيه استخفاءا من الجابرة وانفتحت السماء الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة فبان لهم العرش بقدرة الله تعالى. هذه والله الكرامة التي تخلد لصاحبها جميل الذكر على صفحات الأيام وتدل على أنه من الله تعالى في شأن عظيم. وفضائل أبي عبيدة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.