مقدمة الإمام نور الدين السالمي رحمه الله

إنتقل إلى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه وحزبه وجنده وعلى كل من وفى بعهده من بعده

أما بعــــــد

فإن الجامع الصحيح مسند الإمام الكامل والهمام الفاضل الشهير بين الأواخر والأوائل الربيع بن حبيب رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مستقره ومثواه من أصح كتب الحديث سندا وأعلاها مستندا فما أحق متنه أن يوصف بالعزيز وما أجدر سنده أن يدعى بسلاسل الإبريز لشهرة رجاله بالفقه الواسع والعلم النافع والورع الكامل والفضل الشامل والعدل والأمانة والضبط والصيانة. لكن لطول العهد وسوء الجد وقع فيه التحريف من النساخ من غير قصد فأجمعت على تصحيحه عزمي على قدر مبلغ علمي وفهمي، فجمعت من نسخه ما أمكن واخترت من مجموعها ما هو أليق وأحسن فخرجت من الجميع نسخة أرى أنها أصح من غيرها ولا أدعي سلامتها على الإطلاق غير أني لم أجد فوقها من مطلق. وبعد أن تم تصحيح الكتاب شرعت في تعليق تقريرات عليه تبين معناه اللطيف وتحل مبناه المنيف ينتفع بها العالم والضعيف على تيرة مختصرة وطريقة معتبرة اقتصرت فيها على أقل ما يمكن الإقتصار عليه من بيان المتن المشار إليه. ثم عن لي في أثناء التأليف أن أجعل الشرح متوسطا لا طويلا مملا ولا قصيرا مخلا فمن ثم تجد الإختصار في أول الكتاب أشد منه في ما بعد ذلك والله حسبي ونعم الوكيل. وأقدم أمام المقصود مقدمة أذكر فيها التعريف ببعض أحوال المرتب والمصنف وأبي عبيدة وجابر بن زيد وابن عباس على سبيل الإختصار الملائم
لشرح الكتاب.