إن الإباضية نَزَّهوا الله سبحانه وتعالى تنزيهاً يليق بجلاله ولم يشبهوه بخلقه تعالى ، ولم يقولوا (بل يردوا مثل هذا القول الذي يصادم النصوص):  "إن الله يأتي يوم القيامة إلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يعرفوه؟!! حتى يكشف لهم عن ساقه؟! فيعرفونه بها فيتَّبِعونه!!!!
يقولون:  إنهم أخذوا ذلك من صحيحي البخاري ومسلم ، يتأولون قول الله تعالى: "
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ" (سورة القلم 42).
فلله العجب! أين ذهبت عقولُ هؤلاء الناس؟ وتجنبوا العربية في الساق وأولوه على حسب ما يَهْوَوْن!!  فإذا كان لله ساق فأي امتياز له على غيره ، يلزم القائلين بذلك أن يردوا قول الله سبحانه:  "
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (سورة الشورى 11).
فلعمْرُ الحق ، من كانت هذه صفته ، وهو يَبرُز لخلقه كما يبرز ملوك الدنيا ، إذاً سيكون مثله أشياء وأشياء ... سبحان الله والحمد لله على هدايته ، فلله دَرُّ الإباضية كيف وقعوا على الحقيقة ووقفوا على الإستقامة والطريقة ولم يُفَرِّطوا في ذرة من حقوق الله سبحانه الواجبة والمستحيلة.

وما توفيقي إلا بالله.

دانوا النفوس فعزَّت حينما دانوا سُبقٌ إلى الخير عن جَدٍّ وعن كَيَسٍ
وهديُهُم سُنَّةٌ بيضاءُ تِبيانُ سِيماهُمُ النورُ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ
وهَمُّهُمْ حيثُما كانَ الهدُدى كانوا مُقيِّدُون بحُكمِ اللهِ حِكمَتُهُم
وفي سواهُ هم صُمٌّ وعُمْيانُ هُمْ أسمعُ الناسِ في حقٍّ وأبْصَرُهُمْ
إذْ هَمُّهُمْ صالحٌ يَتْلُوهُ رِضوانُ لَمْ تُلْهِهِمْ زَهرةُ الدنيا وزُخْرُفُها
كَأنَّ لَذَّةَ هذا العيشِ أوثانُ باعُوا   بباقِيةِ الرِّضوانِ فَانِيَهُمْ
وفي الجِهادَيْنِ إنْ عَزُّوا وإنْ هانُوا وَقْفٌ على السُّنَّةِ البيضاءِ سَعيُهُمُ
ولا ثَنَى عَزْمَهُمْ نَفْسٌ وشيطانُ ما زايَلَتْ خُطْوَةُ المُختَارِ خُطْوَتُهُمْ
عُزُومُهُمْ لِصُرُوحِ الدِّينِ أركانُ فجاهَدُوا واستقامُوا في طريقَتِهِ
حتى استقامَ لِحُكْمِ اللهِ سُلطانُ وسَلَّطُوا بِحُدُودِ اللهِ حُكْمَهُمُ
عُقْبَى مَحَبَّتِهِمْ عَفْوٌ وغُفْرانُ أُلَئِكَ القومُ أنْواري هُدِيتُ بِهِمْ

  This page was last update on Wednesday, March 03, 1999