هذه نبذةٌ يسيرة مما امتازوا به للتنبيه لا للإستقصاء ، ويقول واصفُهم أبو مسلم الرواحي:

من يومِ قيلَ لدينِ اللهِ أديانُ أئمةٌ حُفِظَ الدينُ الحنيفُ بهم
شُمْسُ العزائِمِ أوَّاهونَ رُهبانُ صِيدٌ سُراةٌ أُباةُ الضَّيْمِ أُسْدُ شِرى
طُهْرُ السَّرائِرِ للإسلامِ حيطانُ سُفْنُ النجاةِ هُداةُ الناسِ قادتُهُمْ
إذا استحق مديحَ اللهِ إيمانُ تَقَبَّلوا مِدَحَ القرآنِ أجمَعَها
يَفُتْهُمُ في التُّقَى سِرٌّ وإعلانُ جَدُّوا إلى الباقياتِ الصالحاتِ فَلَمْ
والوَجْهُ والقَصْدُ إيمانٌ وإحسانُ على الحَنيفِيَّةِ الزَّهراءِ سَيْرُهُمُ
لِشَرْبَةِ النَّهْرَوَانِ الكُلُّ عَطْشانُ بِسِيرَةَ العُمَرَيْنِ اسْتَلأَمُوا وَسَطَوْا
حَناهُمُ الحَقُّ عن مَكْرُوهِهِ لانُوا صُعْبُ الشَّكائِمِ في ذاتِ الإلَهِ فَإِنْ
أَرْواحُهُمْ في سَبِيلِ اللهِ قُرْبانُ مُسَوِّمِينَ لِنَصْرِ اللهِ أنْفُسَهُمْ
غَوْثِي إذا ضاقَ بِي في الكَوْنِ إِمْكانُ أئِمَّتِي عُمْدَتِي دِينِي مَحَجَّتُهُمْ
وَلا يَصِحُّ الهُدَى إلا بما دَانُوا لا يَقْبَلُ اللهُ دِيناً غَيْرَ دِيْنِهِمُ
عَنْ مَوْقِفِ الحَقِّ أَزْماتٌ وأَزْمانُ مِنْ عَهْدِ بَدْرٍ وَأُحْدٍ لا تُزَحْزِحُهُمْ
وَمَا عَدَاهُ أَخَالِيطٌ وَخُمَّانُ حَقِيقَةُ الحَقِّ ما دَانُوا بِهِ وَأَتَوْا
فَثَرْوَةُ القَوْمِ إخْلاصٌ وإتْقانُ إِنْ يَشْرُفِ النَّاسُ في الدُّنيا بِثَرْوَتِهِمْ
للهِ إنْ قَرُبُوا للهِ إنْ بَانُوا للهِ ما جَمَعُوا للهِ ما تَرَكُوا
لَدَيْهِمُ وَلَهُ في الحَقِّ رُجْحَانُ أزْكَى الصَّنِيعَيْنِ ما كانَ الهُدَى مَعَهُ
مِثْلَ الخَيَالاتِ تَسْبِيحٌ وَقُرْآنُ تَراهُمُ في ضَمِيرِ اللَّيْلِ صَيَّرَهُمْ
بِعِزَّةِ اللهِ فَوْقَ الخَلْقِ سُلْطَانُ هُمُ الإبَاضِيَّةُ الزُّهْرُ الكِرَامُ لَهُمْ
لَمْ يُوفِ إلاَّ لَهُمْ فِي العَدْلِ مِيزَانُ لا يُعْرَفُ العَدْلُ إلاَّ فِي اسْتِقَامَتِهِمْ
لا شَأْنَ دُنْيَاهُمُ نَيْلٌ وَحِرْمَانُ فِي الذَّبِّ عَنْ حُرُمَاتِ اللهِ شَأْنُهُمُ
مِنْها كَأَنَّهُمْ بِالبُلْغَةِ اخْتَانُوا ضَنُّوا بِبُلْغَةِ مَحْياهُمْ عَلَى بَشَرٍ
فَالقَلْبُ فِي شِبَعٍ والبَطْنُ خَمْصَانٌ سِيما التَّعَفُّفِ تَكْسُوهُمْ جَلالَ غِنىً
حَقِيقَةَ الأَمْرَ أَنَّ العَيْشَ ثُعْبانُ تَمَثَّلَتْ لَهُمُ الدُّنْيا فَمَا جَهِلُوا
زُهْدٌ وَخَوْفٌ وَإصْبارٌ وَشُكْرانُ جازُوا الجُسُورَ خَفَافَ الحَاذِ وَقْرُهُمُ
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا بِالقَوْمِ أَحْزَانُ فَازَ المُخِفُّونَ مِنْ دَارِ الغُرُورِ فَلا

إلى آخِر ما قاله هذا النابغة في وصفهم في قصيدته المسماة "الفتح والرضوان" عليهم وعليه رحمة الله ورضوانه.

This page was last update on Wednesday, March 03, 1999