ان الامامة فرض حينما وجبت    شروطها لا تكن عن شرطها غفلا

إنتقل إلى

 

الامامة :هي القيادة وبما أن الاسلام لا يفصل بين الدين والسياسة كانت الامامة قيادة دينية سياسية وهي مأخوذة من قولالله تعالى لعبده ابراهيم - عليه السلام - اني جاعلك للناس اماما أي : قدوة وقائدا في الخير والامامة عند علمائنا تنقسم الى أربعة أقسام :
امامة الظهوروهذه الامامة هي اذا تجلى أمر المسلمين ظاهرا وقويت شوكتهم ولم يخافوا من عدو فانهم يتفقون على واحد منهم يقدمونه اماما لهم يامر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم حدود الله وينفذ أحكامه ويطبق شريعته وينصف للمظلوم من الظالم ويأخذ بيد الضعيف ويقهر القوي حتى يأخذ حق الله منه هذه هي امامة الظهور .
وضربوا لها مثلا اامة الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما - فان الأمر استتب للمسلمين في ذلك الوقت ولم ينازعهم فيه منازع وكانت الامامة ظاهرة شاهرة تغزو أعداءها في عقر ديارهم وهكذا دور الائمة العدول الذين سلكوا هذا المسلك وأخذوا بهذا الطريق .
والامامة الثانية هي امامة الدفاعوهذا انما يكون اذا غزا العدو بلاد الاسلام سواء كان هذا العدو كافرا كفر شرك أو كان كافرا كفر نفاق وحاول أن ينتهك بيضة المسلمين في مثل هذه الحالة يدافع بامام يبايعونه على الدفاع تحت لوائه فاذا ما دوفع ذلك العدو انتهت بيعته هذه الامامة وانحلت من الرقاب فاذا أنس المسلمون من أنفسهم قوة في هذه الحالة وجب عليهم أن يبايعوا احدا منهم يختارونه لهذه المهمة وذلك كمثل امامة الامام أبي حاتم الملزوزي الذي بويع على الدفاع في بلاد المغر بعدما قتل الامام امام الظهور أبو الخطاب المعافري اليمني الذي بويع في عام 40هـ في طرابلس حيث كان جيش بني العباس يباغت بلاد المسلمين هناك ويظهر في الأرض الفساد ونظرا لتلك الظروف الحرجة التي تستلزم أن يكون هناك قائد يدافع به المسلمون عن حوزتهم وبيضتهم ولم يكن الأمر يسمح بأن يتفق المسلمون على امامة الظهور فبويع الامام ابو حاتم الملزوزي وقاتل في سبيل الله حتى قتل .
والامامة الثالثة هي امامة الشراءوهذه الامامة كامامة أبي بلال المرداس بن حدير - رحمه الله - والشرة هم طائفة من الفدائيين يقومون باعمال جهادية في صفوف أعدائهم ولا يمكن لهم أن ينظموا أمرهم حتى تكون لهم امامة ظهور أو تكون لهم امامة دفاع لذلك يركنون الى امامة الشراء فيحملون سيوفهم واينما امكنهم أن يقوموا باعمال جهادية قاموا بها لأجل مؤاذاة أعداء الله تعالى المتسلطين في الأرض بغبر ما أنزل الله سبحانه والحاكمين بغير ماشرع هذه الامامة كانت عند السلف وضربوا لها مثلا بأبي بلال مرداس بن حدير الذي أخذ البيعة من أصحابه وكانوا أربعين رجلا على مناصرة الحق ومقاومة اعداء الله تعالى اينما وجدوا فمضوا ف هذا السبيل حتى استشهدوا جميعا - رحمهم الله تعالى - ولايكفي لهؤلاء الشراة الا أن يكونوا أربعين رجلا فصاعدا وأما اذا كانوا دون الأربعين فانه لتتم لهم بيعة الشراء في مثل هذه الحالة لأن مقاومة الكفر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تمت عندما أسلم عمر - رضي الله عنه - وبلغ عدد المسلمين أربعين رجلا في ذلك الوقت عندما كانوا يجتمعون في بيت الأرقم بن أبي الأرقم .
والامامة الربعةهي التي تكون اذا ما خيمت قوة العدو في بلاد ولم يمكن للمسلمين القيام بأي عمل من هذه الأعمال السابقة هنالك يركنون اى امامة الكتمان وذلك أن يتفقوا على شخص منهم يرجعون اليه في أمر دينهم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويسوس أمورهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وضربوا مثلا لذلك امامة الامام جابر بن زيد وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة - رحمهما الله تعالى - ومن امامة الكتمان تنبع امامة الظهور فأئمة الكتمان هم الذين ساسوا أمور المسلمين حتى ظهرت كلمة الدين والحمد لله فالامام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي الذي كان خلفا لشيخه واستاذه الامام أبي الشعثاء جابر بن زيد رحمه الله تعالى - هذا الامام أي الامام أبو عبيدة - رحمه الله - هو الذي ساس أمور المسلمين في المشرق وفي المغرب فكانت بيعة الامام طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي بارشاده وتعليماته وتوجيهاته وكذلك بيعة الجلندى بن مسعود في عمان وفي المغرب كذلك كانت بيعة الامام أبي الخطاب المعافري كانت بارشاداته وتوجيهاته . وهذه هي الامامة اجمالا عند اصحابنا الأباضية .