وقد أتـت حجج البرهان ناطقة  بالموت والبعث والحسبان فامتثلا

إنتقل إلى

 

مما يجب الايمان به ايضا الايمان باليوم الآخر ويعني ذلك الموت فما بعده والموت شاهد فلذلك لايستطيع أحد أن يجحده بحال من الأحوال أما ما بعد الموت فالذين يكابرون عقولهم ويكذبون حواسهم ينكرون ما بعد الموت ولكن الشواهد قائمة على امكان الحياة بعد الموت فالله تعالى الذي خلق هذا الوجود بأسره قادر على أن ينشىء الوجود نشأة أخرى بعد فنائه وقادر على أعادة الأرواح الى الأجساد بعد أن تلتئم تلك الأجساد وترجع كما كانت أول مرة وقد ضرب الله تعالى الأمثال في ذلك فقد قال سبحانه يآأيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلفة وغير مخلقة لنبين لكم وتقر في الأرحام مانشآء الى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوآ أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فاآ أنزلنا عليها المآء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة ءاتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور فبعد الموت بعث وهو رجوع الأرواح الى أجسادها بعد أن تلتئم هذه الأجساد ويجتمع رفاتها فتعود كما أنشأت أول مرة ويعود الحس الى هذه الأجساد وتعود الحياة كلها اليها ويعود الوعي الى أصحابها ثم بعد هذا البعث حشر الى الموقف العظيم ثم بعد ذلك الحساب - يعني المناقشة - مناقشة كل أحد على ما قدم من عمل خير أو عمل سوء ثم بعد ذلك الجزاءفيجزي كل أحد بما عمل من عمل حسنة جزي بالحسنة ومن عمل سيئة جزي بالسيئة كما قال تعال: {من جآء بالحسنة فله خير منها وهم من فزعيومئذ ءآمنون ومن جآء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون } .