أسماءه وصفات الذات ليس بغيـــر الذات بل عينها فأفهم ولاتحلا

إنتقل إلى

 

يعني أن أسماءه تعالى هي عين ذاته أي مدلول أسمائه هو الذات العلية وليس أمرا آخر هذا هو المقصود كما بينه الناظم نفسه - رحمه الله - في مشارق الأنوار وبينه قطب الأئمة في هيميان الزاد .وصفات ذاته تعالى هي عين ذاته فأفهم ولا تجعل ذلك محالا ومعنى كون الصفاتالذاتية هي عين الذات أن ذاته تعالى العلية كاملة لاتفتقر الى أعراض خارجية تقوم بها وتحتاج اليها فالأنسان بحاجة الى علم هو غيره والى قدرة هي غيره والى سمع هو غيره والى بصر هو غيره والى حياة هي غيره وهكذا ... والدليل على ذلك أن الانسان يوجد ولايكون معه العلم ويوجد ولاتوجد معه القدرة ويوجد ولاتكون له الارادة ثم يأخذ يكتسب العلم وتنمو فيه القدرة شيئا فشيئا حتى يكون قديرا على ماكان عاجزا عنه وعالما بما كان يجهله وهكذا ...بينما صفات ذاته تعالى ليست أمرا خارجا عن ذاته فالله تعالى تنكشف له الأمور كلها انكشافا تاما أي تتجلى في ذاته العلية جميع الأشياء تجليا تاما من غير أن يحتاج الى صفة زائدة على ذاته تسمى علما وتنفعل في ذاته العلية انفعالا تاما من غير أن يحتاج الى صفة زائدة على ذاته تسمى قدرة وتتجلى بذاته جميع المبصرات تجليا تاما من غير أن تحتاج ذاته العلية الى شيء زائد عليها تسمى بصرا وتتجلى أيضا له تعالى جميع الأصوات تجليا تاما من غير أن تحتاج الذات العلية الى شيء زائد عليها يسمى سمعا وهكذا يقال في الحياة والارادة وفي جميع صفات ذاته تعالى . وقول أصحابنا ومن وافقهم أن صفات ذاته تعالى هي عين ذاته ناشىء عن تنزيهه تعالى عن الافتقار الى الغير فلو كان تبارك وتعالى بحاجة الىصفات تقوم بذاته هي غيره لكان مفتقرا اليها وأن لايكون الها ولو كان الله سبحانه متلبسا بهذه الصفات وهي غره للزم اما أن تكون هذه الصفات سابقا وجودها على وجوده تعالى فتكون هي أحق بالألوهية ويكون الله تعالى حادثا واما أن تكون موجودة مع ذاته تعالى فمن أول الامر مشاركة لله تعالى في القدم وبمشاركته له تعالى في القدم يلزم أن تكون مشاركة له أيضا في الألوهية تعالى الله عن ذلك واما أن تكون حادثة وهنا يقال بأنه يلزم أن يكون الله تعالى قبل حدوث العلم غير عالم وقبل حدوث القدرة غير قادر وقبل حدوث الحياة غير حي وقبل حدوث السمع غير سميع وقبل حدوث البصر غير بصير وانما الملجأ أن يقال ان هذه الصفات هي عن ذاته تعالى وليس شيئا زائدا علىذاته فالله تعالى ليس بحاجة الى أي شيء واثباتنا له تعالى هذه الصفات يعني نفينا لأضدادها فبالعلم ينفي الجهل وبالقدرة ينفي العجز وبالارادة ينفي الاكراه وبالسمع ينفي الصمم وبالبصر ينفي العمى وبالحياة ينفي الموت وهكذا يقال في كل صفة من هذه الصفات فهي في حقيقتها معاناعتبارية يراد بها نفي أضدادها بالكلية .