مقدمة

إنتقل إلى

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم


{يُرِيْدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوْبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيْمٌ حَكِيْمٌ. وَاللهُ يُرِيْدُ أَنْ يَتُوْبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيْدُ الَّذِيَن يَتَّبِعُوْنَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيْلُوْا مَيْلاً عَظِيْماً} ، {فَمَا لَكُمْ فِيْ المُنَافِقِيْنَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوْا أَتُرِيْدُوْنَ أَنْ تَهْدُوْا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضَلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيْلاً. وَدُّوْا لَوْ تَكْفُرُوْنَ كَمَا كَفَرُوْا فَتَكُوْنُوْنَ سَوَآءً} ، {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِيْنَ يَخْتَانُوْنَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيْماً. يَسْتَخْفُوْنَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُوْنَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُوْنَ مَا لاَ يَرْضَىْ مِنَ القَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُوْنَ مُحِيْطاً. هَاأَنْتُمْ هَؤُلاَءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمُ فِيْ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَّنْ يَكُوْنُ عَلَيْهِمْ وَكِيْلاً}. {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ}. {الحَمْدُ للهِ الَّذِيْ هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ}. ذكر الله محمدا بخير وصلى عليه وحياه بالسلام وصلى على إخوانه الأنبياء وأصحابه الأتقياء وتابعيهم الى يوم القيام.

أما بعـــــــد:
فهذا جواب لكتاب وصلني من زنجبار مجادلا فيه عن إخوان الكفار عبدة الدرهم والدينار ، وذلك حين نزع الله حكومة زنجبار من أيدي المسلمين بما كسبت أيديهم وسلط عليهم عدوهم بما تركوه من أوامر ربهم فاحتلها النصارى بالمكر والخدائع ونصبوا لهم أنواع الحيل السالبة للدين رغبة في سلب دينهم كما سلبوا دنياهم فيكونون سواء فمال إليهم من لا خلاق له من جهال المسلمين ومن زاغ عقله عن سنن الدين فتزينوا بملابسهم وعوجوا ألسنتهم بلغاتهم وخالطوهم في مدارسهم وعاونوهم في محاكمهم التي هي بيت الظلم ومستقرا لبوار ، فصدرت مني إليهم بالنصيحة عن هذا الاعوجاج ومطالبة الرجوع إلى أقوم المنهاج ، فصدر منهم هذا الهذيان الذي يزعمون أنه من الإحتجاج ، فلم أر بدا من جوابهم خوف الوعيد المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ظهرت البدع في أمتي فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل من صرف ولا عدل". رواه جابر بن زيد مرسلا. وفي الجامع الصغير من رواية إبن عساكر عن معاذ "إذا ظهرت البدع ولعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فلينشره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد". ووفاء بالعهد المأخوذ على العلماء في قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيْثَاقَ الَّذِيْنَ أُوْتُوْا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُوْنَهُ}. فجعلت ذلك فصولا.