التنبيه الأول: في التحذير من مطبوعات النصارى ونحوها

إنتقل إلى

 

قال النبهاني: "في بيروت مطبعه للرهبان اليوسعيين طبعوا فيها كثيرا من الكتب والمجامع الأدبية التي جمعوها من كتب المسلمين ولكنهم لعدم أمانتهم في النقل أزالوا من الكتب التي نقلوا منها العبارات التي فيها تأييد لدين الإسلام وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن ذلك أنهم طبعوا كتاب فقه فأزالوا خطبتة بالكلية بما فيها من تعظيم الحضرة المحمدية عليها من الله أفضل صلاة وأكمل تحية ومن ذلك أنهم طبعوا كتاب "الألفاظ الكتابية" فغيروا وبدلوا في عباراته في محلات كثيرة فإذا قال : كما قال الله تعالى يغيرون عبارته بقولهم كما قال القائل أو كما قيل وهكذا جمعوا مجموعا كبيرا عدة أجزاء أكثرها من كتب المسلمين وحذفوا من عباراتهم ما يتعلق بتعظيم دين الإسلام وتفخيم حبيب الرحمن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بل أبدلوا في بعض الأحيان عبارات علماء المسلمين الصحيحة المليحة بعباراتهم الفاسدة القبيحة وذلك فيما يتعلق بشئون سيد المرسلين ودينه المبين وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين".
قال: "فأنا أحذر جميع المسلمين من الكتب المطبوعة في المطبعة اليسوعية في بيروت ولو كانت من كتب وتأليف المسلمين فضلا عن مجاميعهم التي جمعوها وطبعوها مثل المجموع الذي سموه "مجاني الأدب" عدة أجزاء فإنهم لا أمانة لهم في النقل يحرفون الكلم عن مواضعه ويمزجون مضاره بمنافعه ويضعون السم في الدسم ويبدلون الصحة بالسقم فإياك أيها المسلم أن تشتري شيئا من كتبهم فإني والله ما أخبرتك إلا عن علم ويقين لا عن ظن وتخمين وإذا رأيت بعض التقاريض باسم بعض علماء المسلمين على بعض كتبهم فلا تعبأ بها فإنهم إذا ثبت تصرفهم في نفس تلك الكتب بالتحريف والتبديل وحذف ما لا يوافق مذهبهم وإثبات ما يوافقه وإن خالف دين صاحب ذلك الكتاب فما يضعهم من التصرف في التقاريض على حسب هواهم وما يوافق مصلحتهم فالحذر من كتبهم الحذر وها أنا أنذرتك أيها المسلم وقد أعذر من أنذر".
ثم حذر بعد ذلك من قراءة بعض الكتب الممزوجة بالكذب كنهج البلاغة قال: "فإن بعض المدارس الإسلامية تقرأه للتلاميذ لقصد تدريبهم على البلاغة والفصاحة فيخشى عليهم أن يثبت في نفوسهم لصغرهم شيء من معاني التشيع والرفع" قال: "أما نسبة الكتاب المذكور لسيدنا علي بن أبي طالب فهي نسبة كاذبة غير صحيحة قال الحافظ الذهبي في كتاب "ميزان الإعتدال في كشف الظنون": "ومن طالع كتاب نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على علي بن أبي طالب فإن فيه السب الصريح والخطأ على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما" إنتهى وهو جمع الشريف الرضي الشريف المرتضي قاله إبن خلكان وهما من رؤوس الشيعة ولا شك أن كثيرا من عبارات هذا الكتاب من كلام سيدنا علي كما أن كثيرا من عباراته مكذوبة عليه فينبغي إختياره بحذف سيآته وإثبات حسناته وحينئذ يستحسن قراءته في المدارس والدروس وتطيب به الأرواح والنفوس أما الآن فقد اختلط فيه الحق بالباطل فلا تجوز قراءته لأولاد المسلمين البتة".
قال: "ومن المنكر الذي يجب إنكاره ومنعه ما يفعله الأعاجم في بلاد العراق من إرسال جماعة من علمائهم موظفي من طرفهم لإغواء المسلمين ببث عقائد الرفض بينهم وهو منذ سنين كثيرة إعتادوا على هذا العمل المضر وصاروا يطوفون في القرى والعشائر حتى ترفَّضَ بسببهم جماهير من الأعراب وأهل القرى في بلاد العراق فليحذرهم المسلمون" قلت: "وكذلك يجب الإنكار على الدعاة الذين يدعون الناس إلى ترك مذهب أهل الإستقامة ويزينون لهم التمذهب بأحد المذاهب الأربعة فإن الأربعة ونحوها كلها مذاهب محدثة مبتدعة والحق ما عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون من بعدهم وتابعوهم الذين لم تمل بهم الأهواء ولا غرتهم البيضاء والصفراء ألا وهم أهل الإستقامة في الدين الذين بذلوا مهجهم وجاهدوا بأرواحهم وفنوا أشباحهم في رضاء رب العالمين".