ذكر المعترض ما
يقتضي سبب ذلك فرار بقية أهل الدين بدينهم وعميت
بصيرته عن موجب ذلك وما علم أن السبب الأعظم انخماد
همم الملوك وضلالهم عن السبيل واتباعهم الشهوات
وتعطيلهم الحدود وتضييعهم الأحكام وتقديم السياسة
النصرانية على السياسة الشرعية واختيارهم الهوى
على الحق والظلم على العدل والدنيا على الآخرة فقال
ما نصه: "وأما التداخل عند المشركين كتداخل
الزنجباريين لا يقدرون أن يمتنعوا لأن أزمة أمور
زنجبار بأيدي المشركين ودواعي الإمتحان دائرة في
كل حين وما ذلك إلا لامتناع الفضلاء من تولية الحكم
عند هذه الدولة حتى انقاد الأمر إليهم وأحاجوا
الناس إلى التداخل زعما منهم أنه غير جائز فهذا
الآن الواقع علينا بسبب التخاذل". |